يا له من دين لو كان له رجال..
لا أذكر تحديدا أين قرأت هذه الجملة للمرة الأولى، لكنى لا أجد ما يصف حال الإسلام والمسلمين اليوم خيرا منها..
الإسلام كامل رائع، لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وتطرق إليها
الإسلام منهج متكامل ينبع من الاعتقاد الصحيح ويمتد ليشمل كل مناحى الحياه
الإسلام دستور للفرد والأسرة والجماعة والدولة والأمة كلها
الإسلام ذروة فى رقى الأخلاق وتمام مكارمها وإنما بعث رسوله (ص) ليتممها
الإسلام آداب، آداب الطعام والشراب وآداب المجلس وآداب الحديث وآداب الطريق وآداب الجماع بل وآداب قضاء الحاجة وحتى آداب الحرب!!
الإسلام جنة على الأرض نرفض أن نحياها معتقدين أن اختياراتنا أفضل من اختيار الله تعالى وأنها ستحقق لنا السعادة دون اختيار الله ونحن فى ذلك واهمون
الإسلام أعظم نعمة أنعم الله علينا بها ونحن لها تاركون
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما الذى ينقص الإسلام اليوم؟
..............الرجال (والنساء أيضا)!
الذى ينقص الإسلام اليوم هم المسلمون الذين يطبقونه رجالا ونساءا
الذى نحتاجه اليوم هم المسلمون الحقيقيون الذين يرفعون الإسلام ويرتفعون به
ماذا كان يكون بلال بن رباح لولا الإسلام؟
عبد من عبيد قريش يعمل كالحيوانات حتى يموت غير مأسوف عليه
ماذا عن عمر؟
كان سيسود قومه بنى عدى على أفضل تقدير
ماذا عن خالد؟
ربما كان قائدا لقريش فى حروبها
ماذا عن أبى ذر؟
قاطع طريق!
ماذا فعل الإسلام بهم وماذا فعلوا بالإسلام؟
بلال مؤذن الرسول (ص) وعمر خليفة دولة الإسلام التى انتشرت شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وخالد قائد عسكرى أذل القوتين العظميين آنذاك
هل كانوا ليصنعوا شيئا لولا الإسلام؟
هل كنا لنسمع بهم ونعرفهم ويعرفهم العالم كله على مدى 14 قرنا لولا الإسلام؟
ما الذى غيرهم وجعلهم قادة ومعلمين للعالم؟
الإسلام
لو قلنا أن دولة مثل رواندا مثلا أو الفلبين تتحدى العالم كله وتهدده إما باتباع منهج عقائدى أخلاقى أو أن يدفع لها مبلغا سنويا أو الغزو؟
لقلنا إنهم قد فقدوا عقولهم بكل تأكيد
ما بالك لو قلنا أن قبيلة بدائية من قبائل رواندا أو قيبلة من الهنود الحمر هى التى تهدد العالم؟
وهم لم يفقدوا عقولهم، بل هم يدركون ويعنون ما يقولون وهم عليه قادرون!!!!
و فوق كل ذلك هم ليسوا طامعين فى ثروات تلك الأمم، بل يطمحون إلى نشر العدل والحق فى ربوع العالم ورفع الظلم والمنكر الذى استفحل فى العالم كله
هذا هو حجم النقلة الحضارية التى حققها الإسلام للعرب
مجموعة من البدو الحفاة العراة رعاة الشاه الذين يحيون فى الصحراء ولا يقيم أحد لهم وزنا
مجموعة من البدو يحيون على الغارات والثارات والسبى والرق ويمارسون الزنا مع صاحبات الرايات الحمر ويأتون الربا ويشربون الخمر ويلعبون الميسر وربما أرسل الرجل منهم امرأته لتضاجع رجلا ذا شأن لتأتيه بغلام نجيب (التبضع)!!!!
أى انحطاط هذا الذى كانوا يحيون فيه؟
وإذا بهؤلاء البدو فى خلال عدد محدود من السنوات ينتقلون من هذا الدرك الأسفل إلى الذروة ومن رعى الغنم إلى رعى الأمم!!!!!
يا الله!!!!
تخيلوا مدى النقلة التى حققها الإسلام لهم
هذا الدين الذى هو أروع ما وهبه الله للبشرية
والكل يعرف أن كل ما يتمتع به العالم اليوم من تقدم علمى وتكنولوجيا انما يعود فضلها للإسلام والمسلمين
هذا الدين الذى حقق العدل والسلام النفسى والسمو الخلقى والريادة العلمية والانتصار العسكرى والأهم من كل ذلك التثبيت و المعونة والنصر من رب العالمين
ما الذى يمكن أن يريده أى إنسان من منهج يتبعه فوق ذلك؟
ثم نأتى نحن فنضرب بكل ذلك عرض الحائط ونلقيه وراء ظهورنا ونتبع الكفار فى مسالكهم ومناهجهم ونحاول أن نتشبه بهم ما استطعنا ونعتبر ذلك رقيا وحضارة وكثيرون منا يتأففون من أساسيات فى الإسلام وممن يحرصون عليها!!!!!!!!!
ألا نستحق أن يسلط الله علينا من يسومنا سوء العذاب
نعم والله نستحق ذلك وأكثر
فى حديث النبى (ص) "توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قلنا أمن قلة نحن يا رسول الله، قال لا ولكنكم يومئذ غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة من قلوب عدوكم وليلقين فى قلوبكم الوهن، قلنا وما الوهن يا رسول الله، قال حب الدنيا وكراهية الموت"
حب الدنيا وكراهية الموت
لا أعلم تعداد المسلمين العالمى يقينا لكنه على الأرجح لا يقل عن المليار والنصف أو 1500 مليون نسمة
وهو أسرع الأديان انتشارا فى العالم واتباعه فى ازدياد مطرد
ونحن لا تنقصنا السواعد أو العقول أو الأموال أو الموارد الطبيعية
لا ينقصنا الكم ولكن ينقصنا الكيف
تنقصنا الجودة النوعية
ينقصنا الرجال
الرجال الذين لا يحبون الدنيا ولا يكرهون الموت
الرجال الذبن يزهدون فى الدنيا ويتمنون الموت فى سبيل الله
الرجال الذين يفهمون الإسلام ويطبقونه ويرفعونه فوق رؤوسهم فيرتفعون به وينيرون الطريق للعالم كله ويأخذون بأيديه إلى سعادة الدنيا والآخرة ومغفرة الله ورضوانه