السنن الالهية واثرها في تحرير فلسطين
بقلم :- اسامة حافظ صندوقه
السنن الالهية هي القانون الذي جعله الله تعالى في الكون والحياة والإنسان ثابتاً لا يتغير ولا يتبدل
أن ديننا الإسلامي دين العلم، وأن الجهل بدعوة الإسلام إلى العلم جناية على الإسلام، وأن من
يركنون لحديث "نحن أمة أمية..."، مستدلين بذلك على عدم أهمية العلم وموجهين معناه في غير
سياقه قد جانبهم الصواب.
فالعلم قسمة مشتركة بين الناس جميعًا، وواقعنا المعاصر يقول"إن العالم يتقدم ونحن المسلمين لم
نراوح مكاننا، فلا بد من إصلاح التعليم وتنمية البحث العلمي".
أن سنن الله في الكون والإنسان تدعونا -نحن المسلمين- إلى أن ننهض بعد طول رقاد ونستيقظ
بعد طول ثبات، فلا بد من الأخذ بأسباب النصر انطلاقا من قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم}".
فتاريخ المسلمين والفتح الإسلامي تحقق على يد قلة من اصحاب العقيدة السليمة، وهذه العقيدة
الراسخة في نفوسهم والمتأصلة في وجدانهم فتوكلهم واعتمادهم على الله وحبهم وانتمائهم الحقيقي
للرسول صلى الله عليه واله وسلم وحفظهم لكتاب الله في صدورهم مع طهارة النفوس وحسن
النية والتوجه الى الله سبحانه وتعالى مع الاخذ بكل اسباب القوة المتاحة حينها لهم كانت هي
سبب فتوحات المسلمين لفلسطين في عهد امير المومنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
واستلامه لمفاتيح القدس وانتصارات المسلمين بالقادسية واليرموك وغيرهما .
فلا حجة للمسلمين المعاصرين بالتعلل بالضعف أمام القوى العالمية، بل مواطن الداء واساس
الشقاء وما نحن فيه من خذلان ومهانة وانهزاهم يتلوه انهزام اشنع منه هو مما كسبت ايدينا ومن
انفسنا....... افلا تبصرون؟؟؟
نحن في حاجة ملحة أولا إلى مقاومة الأنفس التي سيطرت عليها الأهواء، ولا بد من إيقاظ الروح
التي أيقظت الأمة وكانت سببا في انتصاراتها التاريخية الحاسمة.
واخبروني بالله عليكم............... هل كان في العالم قبل ظهور رسالة الاسلام اقل انحطاطا
من العرب؟؟؟؟؟ .
وهل كان في العالم من هو أقوى من الفرس والروم.... قبل ظهور الاسلام ؟؟؟؟؟
فجاء رسولنا سيدنا محمدا برسالته ..................... وتحول العرب من عبادة العباد الى عبادة رب العباد
ومن جور الاديان الى عدل الاسلام.................... وتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فدكوا قصورا القياصرة والكياسرة وبذلك زال من التاريخ وبلا رجعة لاكثر من الف عام اقوى حضارتين
عرفهما التاريخ في حينه" حضارتي الفرس والروم."................. اليس هذه هي الحقيقة الناصعة والبرهان
فهل من مجادل على ذلك الامر؟؟؟؟؟؟................................. أنها السنن الالهية في الكون.
أننا لسنا معشر المسلمين اليوم بأقل من الدول الكبرى وهم ليسوا بأفضل منا فلماذا نتراخى
ونتكاسل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
علينا أن نعترف وبصراحة تامة بمواطن الداء واسباب الشقاء وبذلك نحدد السلبيات الموجودة فينا
ولماذا نحن منهزمون وكيف ننتصر؟؟؟
أن اهتمامنا بسلبياتنا أمر مهم جدا؛ لأن في ذلك علاجا لعيوبنا وتنمية لقدراتنا، وأن من لا يقبلون
النقد لا يطورون من أنفسهم، بل إنهم يحولون بينهم وبين التطور؛ إذ يرفضون سماع النقد ورأي
الغير فيهم، وماذا يعني التغني دائما والاهتمام بالإيجابيات وحبنا للمدح والإطراء وإهمالنا
للسلبيات ........... فعلاج السلبية خطوة أساسية لنهضة الأمة، فلا بد لكل
مسلم أن يراجع نفسه ويحاسبها قبل أن يحاسب............ يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى
الله بقلب سليم........................................................................... وبصراحة اسمعوها مني جيدا:-
إنه لا يخفى على كل مسلم بصير ما تعيشه أمة الإسلام من شتات وفرقة واختلافات أوجبت
عداوة وشقاقا؛ إذ تجاذبها أهل الأهواء وتشعبت بهم البدع وتفرقت بهم السبل، فلا عجب أن تراهم
بين خصومة مذهبية، وحزبية فكرية، وتبعية غربية أو شرقية، والنتيجة يخبر عنها المولى عز
وجل بقوله {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم
يرجعون} (سورة الروم: آية 41)، وأصبح المسلمون اليوم كما مهملا بين الأمم والشعوب،
وأصبحت أمة الإسلام التي وصفها الله من فوق سبع سماوات بأنها {خير أمة أخرجت للناس}
تعيش حالة من الذلة والمهانة والضياع، يتخطفها أعداؤها من كل حد وصوب، ويطمع فيها
القاصي والداني، وسُلبت أرضها، وغربت شمس عزتها، وانتهكت حرماتها ومقدساتها وضاعت
فلسطين كل فلسطين وضاعت هيبتها بين الشعوب والامم ، حتى أصبح أعداؤها يتحكمون في رسم حاضرها، والتخطيط لمستقبلها بما
يتناسب مع مصالحهم وتحقيق أهدافهم.
وسبب ذلك كله تخلي المسلمين عن مصدر قوتهم وعزتهم وسيادتهم، وتخليهم عن الإسلام رسالة
ومنهجًا ونظامًا للحياة حتى ضاع الدين الحق من واقعنا ومن مجتمعنا، وضاع من سلوكنا وتعاملنا
مع بعضنا، فدبت الفرقة والتنازع في جسد الأمة وحل بين أبنائها الخلاف وتأصل في واقعها
الضعف، فاستأسد الأعداء علينا بعد أن وجدوا أمة الإسلام فريسة سهلة وصيدا ثمينا، وحتى تعود
الأمة إلى مجدها وعزها لا بد من تصحيح مسارها لإنقاذها من التردي والسقوط والانهيار وذلك
بالاعتصام بحبل الله والالتفاف حول دينه، قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا
حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون} (آل عمران: آية 103)
والوثوق بوعده ونصره ونبذ الفرقة والتنازع والاختلاف والذي يؤدي كله إلى الفشل والضعف
والذلة والمهانة، فالأمة بحاجة إلى بعث جديد تنفض فيه غبار الجبن والخوف عن نفسها وتستعد
لقيادة البشرية .
السؤال :- لماذا انهزمنا وكيف ننتصر؟؟؟؟..................................يتبع (2/3)
مع تحيات :- اسامة حافظ صندوقه