غرس القيم لدى الأطفال
مقال أعجبني للأستاذ صالح الجعيدي المدرب بقناة المجد ,وقد أخذته من موقعه الإلكتروني, وذلك لنشر الفائدة:
كان الناس يجلسون يتحدثون طويلا فيستمع الأطفال إلى آبائهم ويتعلمون منهم القيم السامية ,والآن قلَّت أو قد تكون انعدمت لدى البعض, فمن أين يتعلم الأطفال القيم السامية إذا كان الطفل لايجد من يربيه ويوجهه ,
المسألة لو حللناها سنجد أمورا تشيب منها مفارق الولدان فتعالوا معي .....
من المعروف أن العقل الباطن يتقبل كل ما وصل إليه وينفذه و يؤمن به أشد إيمان وبكل إخلاص وولاء, ولكن الوعي وهو الحارس الأمين لهذا العقل الباطن ,هو الذي يقوده إلى الخير والى السلامة بحسب ما يدرك وبحسب ما تترجمه برامجه المغروسة فيه, والأطفال بلا شك الإدراك لديهم ضعيف جدا بحكم قلة تجاربهم في الحياة وعدم اكتمال بناء الوعي لديهم ; فهم عجينة طرية للتشكيل ,فاغرس فيها ما شئت ,
كذلك التكرار يؤثر تأثير قوي جدا على العقل الباطن ويزرع فيه الأفكار .
وهناك أيضا مرحلة الغشية ;والتي تحدث لنا كثيرا وننعس أحيانا ,أو يتشتت وعينا لأي سبب من الأسباب ,فتتغلغل المعلومات إلى العقل الباطن دون سيطرة عليها .
والشخصية المؤثرة والقدوة تطبع في الإنسان المعجب بها كل ما تراه من جوانب الإعجاب والانبهار,
أما العواطف الحادة فلها دور عند شدة الفرح ,والتي قد تصيب الأطفال أو المراهقين, ونراهم عيانا عند صرخات الإعجاب بشيء ,أو هدف حققه فريقه ,أو رقصة لمغني مثيرة ,تجده يصرخ حتى وكأنه يغشى عليه ,أو العكس عند الحزن الشديد; يفقد السيطرة على نفسه ,ووعيه, فتتغلغل المعاني الأخرى إلى أعماق عقله الباطن .
هذا غيض من فيض, ولو كان المقام يسمح لتحدثت عن أمور ستجدونها في غاية الخطورة . وتحت وطأة هذه الأمور وقوتها ,نضع أبناءنا الصغار والمراهقين ,ونتركهم يبرمجهم لنا مغني, و راقص, وممثل متجرد من قيمه وأخلاقه ,وجليس سوء ,الموت أرحم من مجالسته وقنوات سامة تنتشر وباءا مستشريا, لا يستطيع أحد أن يقاومه إلا بكلمة اللهم سلم سلم ......
وشبكة عنكبوتيه مفتوحة لا رقابة عليها ,ولا توجيه, حتى إعلانات صابون الغسيل تدعوا إلى الانحلال بطرق خبيثة . أنا أتساءل واسأل الكبار فقط ,الرجال منهم خصوصا ,إذا رأيتم صورة شابة جميلة شبه عارية ,ألا تحرك فيكم مشاعر وشهوة الرجال ؟ أعتقد الجواب معروف إلا من كان ! كلمة لا أحب أن أكتبها .
والنساء كذلك عندما ترى فتوة الشاب العاري أو شبه العاري ألا تشعر برغبة النساء للرجال ؟ بصراحة الجواب معروف .
إذاً المراهق وكلنا كان كذلك ,أقوى تأثرا من كبار السن ,والمشكلة أن الإنسان كلما كبر في السن برد وضعف وأصبح يحكم على الآخرين من واقع حاله الضعيف لا من واقع فتوة الشباب واندفاعهم.
لذلك أقول من كان يريد أن يزرع القيم الإيجابية في أبنائه , فليستغل هذه المرحلة وليستغل الظروف التي ذكرناها ,ومن كان في غنى عن أبنائه فليتركهم لمن يزرع فيهم قيما سيجني ثمارها فيما بعد; وللأسف سيجني المجتمع بأسره ثمار الانحلال الأخلاقي والبلاء والعقوبة ;إذا نزلت تعم الجميع ولا تفرق بين سليم وعليل
والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.