وصية أسد إلى ابنه
============
وَلَدي إِلَيْكَ وَصِيَّـتي عَهْدُ الأُسـودْ
العِزُّ غايتُنا نَعيـشُ لِكَـيْ نَسـودْ
وعَرينُنا في الأرضِ معروفُ الحدودْ
فَاحْمِ الْعَرينَ وَصُنْهُ عَنْ عَبَثِ القُرودْ
أَظفارُنـا لِلمجدِ قَـدْ خُلِقت فِدَى
وَنُيوبَنـا سُنَّت بِأجسـادِ العِـدَى
وَزَئيرُنـا في الأرضِ مَرْهوبُ الصَّدَى
نُعْلـي عَلَى جُثَثِ الأعادي السؤدَدَا
هَذا العَريـنُ حَمَتْـهُ آسادُ الشَّـرَى
وَعَلَى جَوانِبِ عِـزِّهِ دَمُهُـمْ جَـرَى
مَـنْ جَـارَ مِـنْ أعْدائِنـا وَتَكَبَّـرَا
سُقْنـا إِليـهِ مِـنَ الضَّراغِـمِ مَحْشَرَا
إِيّاكَ أَنْ تَرْضَى الْوَنَـى أَوْ تَسْتَكِينْ!
أَوْ أَنْ تَهـونَ لِمُعتَدٍ يَطَـأُ الْعَرينْ!
أَرْسِلْ زَئيرَكَ وَابْقَ مَرفـوعَ الْجَبينْ
وَاِلثُمْ جُروحَكَ صامِتًا وَانْسَ الأَنينْ
مَزِّقْ خُصومَكَ بِالأَظافِرِ لا الخِطابْ
فَإذا فَقَدْتَ الظُّفْـرَ مَزِّقهُـم بِنَابْ
وَإِذا دُعيتَ إلى السَّلامِ مَـعَ الذِّئابْ
فَارفُضْ فَمَا طَعْـمُ الحَياةِ بِلا ضِرابْ
اجعَـلْ عَرينكَ فَوقَ أَطْرافِ الجبالْ
وَدَعِ السُّهولَ، يجوبُ في السَّهْلِ الغَزالْ
لا ترتضي مَوْتـًا بغيرِ ذَرَى النِّصـالْ
نحنُ الليـوثَ قُبورُنـا ساحِ القِتـالْ
وَلَدي إذا مـا بِالسَّلاسِـلِ كَبَّلـوكْ
وَرَموكَ فـي قَعْـرِ السُّجونِ وَعَذَّبوكْ
وَبِرايَـةِ الأَجْـدادِ يَوْمـًا كَفَّنـوكْ
فَغَـداً سينْشُـرُهَـا وَيَرفَعُهـا بَنُوكْ
إَيّـاكَ أَنْ تَرْعَـى الكَلا مِثْلَ الخِرَافْ!
أَوْ أَنْ تَعيـشَ مُنعَّمَـًا بَيْـنَ الضِّعَافْ
كُـنْ دَائِمَـًا حُـرَّاً أَبِيَّـًا لا يَخَـافْ
وَخُضِ العُبابَ وَدَعْ لِمَنْ جَبَنوا الضِّفَافْ
هَــذِي بُنَــيَّ مَبَـادِئُ الآسَـادِ
هِـيَ فـي يَدَيْكَ أَمَانَـةُ الأَجْـدَادِ
جَاهِـدْ بِهـا فـي العالميـنَ ونَادي
إنَّ الجِهـادَ ضَريبــةَ الأَسيــادِ
******************
وصية خروف إلى ابنه
============
ولدي إليك وصيتي عهد الجدودْ
الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود
نرتاح للإذلال في كنف القيود
و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود
------
كن دائماً بين الخراف مع الجميعْ
طأطيء و سر في درب ذلتك الوضيع
أطع الذئاب يعيش منا من يطيع
إياك يا ولدي مفارقة القطـيع
--------
لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة
لا تحك يا ولدي و لو كموا الشفاه
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه
لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه
--------
لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ
القائلين بأنهم أسد العرين
الثائرين على قيود الظالمين
دعهم بني و لا تكن في الهالكين
-------
نحن الخراف فلا تشتتك الظنونْ
نحيا و هم حياتنا ملءُ البطون
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون
إن الخراف نعيمها ذل و هون
-------
ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ
فاهرب بنفسك و انجُ من ظفر و ناب
و إذا سمعت الشتم منهم والسباب
فاصبر فإن الصبر أجر و ثواب
-------
إن أنت أتقنت الهروب من النزالْ
تحيا خروفاً سالماً في كل حال
تحيا سليماً من سؤال و اعتقال
من غضبة السلطان من قيل و قال
---------
كن بالحكيم و لا تكن بالأحمقِ
نافق بني مع الورى و تملق
و إذا جُرِّرت إلى احتفال صفق
و إذا رأيت الناس تنهق فانهق
--------
انظر ترى الخرفان تحيا في هناءْ
لا ذل يؤذيها و لا عيش الإماء
تمشي و يعلو كلما مشت الغثاء
تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء
-------
ما العز ما هذا الكلام الأجوفُ
من قال أن الذل أمر مقرف
إن الخروف يعيش لا يتأفف
ما دام يُسقى في الحياة و يُعلف