دمعت العين على الشام
دمعت العين مرتين وهي تشاهد ما بثته قناة العربية في تقريرها سوريا في جحيم القمع , الذي تم تصويره في سوريا و قد خاطر فريق البرنامج بأرواحهم من اجل تصويره ، وقد تم اعتقال من ساعدهم في التصوير ولا يعلم ماذا جرى لهم ، الدمعة الأولى نزلت عندما التقوا مع أم لأحد الشهداء وهي عند قبره والذي تم دفنه على جانب إحدى الطرق ، حيث كان الجيش يقصف في المقابر ، ولم يتركوهم جيش بشار الجزار وشبيحته حتى من دفن موتاهم ، وبكت الأم وهي عند القبر وتنثر التراب ، وابنها الآخر مفقود ولا تعلم مكانه وقد تربوا هؤلاء الإخوة أيتام حيث تم قتل والدهم قبل أكثر من 30 عام في حماة أيام حافظ - الله لا يحفظه في قبره – وقد أبت هذه الأم أن تقوم بتغطيه وجهها أمام الكمرا وأصرت أن تظهر بكل شموخ وعزة على الشاشة ، وقالت :لم يبقى خوف بعد الآن فقد استشهد أبنائي أغلى ما أملك .
الدمعة الثانية نزلت على شباب قامت بالتقائهم المذيعة ، وسألتهم : هناك من يقول إن السلفيين هم من يقوموا بالثورة . فأجابوها : نحن لسنا سلفيون ، بل من شباب سوريا المظلوم والذي يطلب الحرية , وإننا حتى لا نصوم ولا نصلي ، ونحن الآن نشرب القهوة أمام الكمرا وفي الثامن من شهر رمضان في وضح النهار .
كم حزنت على هؤلاء الشباب ، الذين يرون الموت أمام أعينهم كل يوم ولم يتعظوا منه ، وسألت الله لهم الهداية ولجميع شباب المسلمين ، وتذكرت قول الله تعالى : (( بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ()وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)) . صدق الله العظيم ، فالنصر من عند الله أيها المسلمون ، فمهما حاربتم أو قاتلتم ولو استعنتم بالإنس والجن لن ينصركم سوى الله , وقد ذكر الله تعالى في بداية الآية الصبر أولا من شروط النصر فلا تقنطوا من رحمة الله ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون وقتلاكم في الجنة بإذن الله و قتلاهم في النار التي أعدها الله للكافرين ، ثم ذكر التقوى كشرط ثاني من شروط النصر فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ، وسيكون نصر الله قريب ،و نسأل الله جل في علاه أن ينصر أهلنا في سوريا وان يصبرهم على ما أصابهم ,آمين يا رب العرش العظيم .
ضرار المجالي
9/2/2012