علم الأنساب علم يُعرف به تفرع القبائل والبطون والأسر وتناسلها فرعًا من أصل، وابنًا عن أب، وأبًا عن جد مهما علا، ولا خفاء أن المعرفة بعلم النسب من الأمور المهمة المطلوبة لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية منها:
* العلم بنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه النبي القرشي الذي ولد بمكة وبُعث بها ثم هاجر إلى المدينة ومات ودفن فيها.
* التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير ءابائه ولا ينتسب إلى من سوى أجداده وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {يا أيُّها الناسُ إنَّا خلقناكُم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكُم شُعوبًا وقبائلَ لِتَعارفوا} [سورة الحجرات/13]، وعلى ذلك تترتب أحكام الورثة فيحجب بعضهم بعضًا، وأحكام الأولياء في النكاح فيُقَدَّم بعضهم على بعض، وأحكام الوقف إذا خص الواقف بعض الأقارب دون بعض، وأحكام العاقلة في الدية حتى تضرب الدية على بعض العصبة دون بعض وما يجري مجرى ذلك.
* معرفة الارحام وذلك لما ورد من الحث على صلة الرحم وهل تُعرف الارحام إلا بمعرفة النسب.
* العلم بأنساب ءال البيت النبوي لما يترتب عليه من أحكام منها أنهم لا تُعطى لهم الزكاة لحديث مسلم وأحمد [2]: "إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس [3]، وإنها لا تحلُّ لمحمد ولا لآل محمد".
وءال محمد هم: ءال علي وءال جعفر وءال عقيل وءال العباس، إضافة إلى حفظ نسبهم وصونه من أن ينتسب إليهم من ليس منهم ولذا كانت وظيفة نقابة الاشراف في الديار الإسلامية لما لها من أهمية وفائدة.
* العلم بنسب بني المطلب فإنهم يلتحقون ببني هاشم بأنهم لا يُعطون أيضًا من الزكاة، فهاشم والمطلب أخوان وهما ابنا عبد مناف.
* اعتبار النسب في الإمامة التي هي الزعامة العظمى فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأئمة من قريش" [4] رواه النسائي وأحمد والبيهقي وغيرهم.
قال الشافعية: فإن لم يوجد قرشي اعتُبر كونه كنانيًا من ولد كنانة بن خزيمة، فإن تعذر اعتُبر كونه من بني إسماعيل عليه السلام، فإن تعذر اعتُبر كونه من جرهم لشرفهم بصهارة إسماعيل، لكن هذا ما دام في قريش من هو صالح للإمامة، فإذا فُقِد فيهم من هو صالح لذلك فيجوز أن يتولى الإمامة غيره، فلولا المعرفة بعلم النسب لفاتت معرفة هذه القبائل.
* اعتبار النسب في كفاءة الزوج للزوجة في النكاح.
* وفي المرأة المنكوحة فقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [5]: "تُنكح المرأة بأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تَرِبَت يداك"، فراعى النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة الحسب وهو الشرف في الآباء.
* معرفة من انتسب إلى غير أبيه.
ويكفي هذا العلم فضلاً أن أبا بكر الصديق الخليفة الراشد رضي الله عنه كان له مقام رفيع فيه وكذا ابنته أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، وابن عباس، وجبير بن مطعم وغيرهم خلق كثير من الفضلاء رضي الله تعالى عنهم وفي هذا شاهد ظاهر على شرف هذا العلم وفضله.
المصدر:
من كتاب جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية.3
منقول للفائدة من موقع ديوان الاشراف الادارسة